لهذه الأسباب.. زيارة والد آمال فريد لها في موعد مع السعادة تعيد حذف هذه المشاهد
تعد الفنانة آمال فريد، والتي رحلت عنا في مثل هذا اليوم من العام 2018، واحدة من نجمات السينما المصرية حتي ستينيات القرن المنصرم. والتي غني لها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أغنيته الشهيرة “كنت فين وأنا فين”، في الفيلم الذي شاركته بطولته مع ماجدة وأحمد رمزي “بنات اليوم”.بدأت حياتها السينمائية وكانت لاتزال طالبة في المرحلة الثانوية.
ارتباك آمال فريد أثناء تصوير هذا الفيلم
وتروي آمال فريد لمحرر مجلة الكواكب، في عددها المنشور بتاريخ 11 مارس من عام 1958، عن موقف تعرضت له عندما حضر والدها تصوير أحد أعمالها السينمائية.
وتستهل “فريد” مشيرة إلي: حدث هذا في فيلم “موعد مع السعادة”، كان أول فيلم اشترك في تمثيله، وكانت تقوم ببطولته الزميلة فاتن حمامة، ويخرجه عز الدين ذو الفقار. اقتضي العمل في الفيلم أن تصور بعض مناظره في الريف.. وكان يجري تصوير المشهد أؤديه في بيت ريفي يجلس فيه والدي في الفيلم “عبد الوارث عسر”، حزينا بعد هروب شقيقتي “فاتن” إلي المدنية تبحث عن الرجل الذي تحبه “عماد حمدي”. بعد أن رفضت أن تتزوج من أحد الريفيين، “عدلي كاسب” الذي كان قد خطبها. كان الحوار الذي يجري علي لسان والدي فيه تأنيب ومرارة وشعور بالأسف والأسي لما فعلته شقيقتي “فاتن”. والمقرر كما يقضي الدور أن أحاول أنا تخفيف وقع الهرب من الأب العجوز. وكنت أحفظ الدور جيدا حوارا وتمثيلا وقد أديته في البروفات علي خير وجه.
وتضيف “آمال فريد”: ودارت الكاميرا وتكلم الأب بصوت ينبعث منه حزن عميق كان كافيا للسيطرة علي البلاتوه، وإشاعة جو الجزن فيه، وجاء دوري وكنت أتكلم وأنا أشعر أنني أقف أمام أبي الحقيقي، وقلت: “وربنا معاها يا بويا، مين عارف هي فين المسكينة، أحنا خلق لنا السعادة والشقاء. والخير والشر، وتركنا نختار الطريق المستقيم ولازم الواحد يسمع كلام أمه وأبوه.
لما سرحت وشعرت بأن الدنيا تهتز من حولي فقد كنت أحس بأنني أغالط نفسي. وغلبني الإنفعال واضطربت فلم أستطع أن أكمل الحوار.
آمال فريد تتماهي مع المشهد
وتمضي آمال فريد في حديثها لمحرر الكواكب مشيرة إلي: كنت قد تذكرت أن الأسرة لم توافق علي أن أعمل في السينما، وكانت تصر علي أن أتم دراستي الجامعية بعد أن أحصل علي شهادة التوجيهية، ولكنني لم أستمع إلي نصحهم جميعا.
وزاد اضطرابي أن سبقتني إلي الأستديو دعاية بأنني اخترت السينما وفضلتها علي التعليم مما جعل عيون المشتغلين في الفيلم تلاحقني في كل مكان وكأنهم يسألونني لماذا لا تتمي دراستك ثم تشتغلين بالسينما؟ وقد كنت أرتبك تحت وقع هذه النظرات وزاد اضطرابي نظرات التساؤل التي كانت تفزعني ووجدت نفسي ابتعد عن الدور وأنسي أن هناك كلمات معينة يجب أن أقولها، وتنبهت علي زئير المخرج وهو يصرخ صرخته التقليدية في مثل هذه المناسبات: "ستوب، أيه ده؟ فيه غلط"، وأعدنا التصوير مرة ثانية وثالثة، ست مرات،كنت أعاني نفس الحالة وزاد ذلك من اضطراب أعصابي فقد خشيت أن يغضب المخرج.
وتختتم آمال فريد مشددة علي: وأعلن المخرج تأجيل العمل بعض الوقت، واقترب مني يحاول أن يهدئ أعصابي، سألني عن سبب ارتباكي وعرف أن السبب هو الذكريات التي تثيرها الجملة الأخيرة التي أقول فيها: “الواحد لازم يسمع كلام أمه وأبوه”.
وبعد ساعة دار الكاميرا من جديد وتم التصوير بسرعة، لأن عز الدين كان قد حذف من كلامي جملة “الواحد لازم يسمع كلام أمه وأبوه”.