ماذا يحدث للرجل بعد الطلاق ومتى يكون عرضة للاكتئاب والانتحار؟
يظنُ البعض أن الرجل يعيش حياة سعيدة بعد الطلاق، لكن فى الحقيقة ليس الأمر بهذه السهولة، فبعض الأبحاث تشير إلى أن الرجال يصابون بالاكتئاب ويتعرضون للانتحار في بعض الأوقات، وأيضًا إذا كان الأمر يعقِّد رؤيته لأولاده أو الدخول في صرعات المحاكم والإنذارات والقضايا.
الدكتورة إيمان عبد الله استشاري العلاقات الأسرية تقول، إن الرجل بعد الطلاق يمر بمراحل نفسية عدّة، ومنها الراحة ثم الصدمة أو السعـادة، ثم الصدمة ما تنتابه حالة من الحزن الشديد.
وتضيف: "يظل الشخص مصدوما من الحال الذي وصل إليه بعد الطلاق، لأنه كان يشعر بأن المشكلة يوجد لها حل ويرتاح ويصل للسعادة، ولكنه يشعر بحالة من الحزن الشديد وخصوصًا إذا جاء الطلاق فجأة".
وتابعت: "الرجل يكون أكثر حزنا حتى لو كان متأكد بأن الطلاق سيحدث، إذ ينتابه نوع من أنواع الراحة لأن يوجد مشاحنات كثيرة قبل وأثناء الطلاق، وبعد ذلك ينتابه شعور من الحزن لتغيير كل مجرى حياته وتغيير التفاصيل التي كان يعيش بها مع زوجته أو أبناءه لفترة من الزمن".
وواصلت استشاري العلاقات الأسرية: "ثانياً الحالة النفسية تأتي بعد حالة الإنكار، وهي الحالة التي يتخطى فيها الزوج الصدمة بشكل طبيعي، ويحدث بعد وفاة أو فراق أو طلاق".
وأشارت إلى أن الوهم بأن المرحلة تعمر بسلام وأنه لا يقصر في شيء ويبرر كثيراً جداً، لا بد أن الطلاق يحدث بأي شكل، فيبدأ ينكر أنه يوجد هناك حلول سلمية.
وتابعت: "المرحلة الثالثة هي اللوم، يبدأ يشعر بالغضب الشديد وإنكار للذات ويؤكد لنفسه أنه كان على حق.. والجزء الثاني من هذه المرحلة يبدأ يلوم شريكته على كل شيء، ويتهمها بأنها السبب في المشاكل الذي حدثت والتي تحدث في الحاضر والمستقبل والمشاكل النفسية".
ولفتت إلى أن المرحلة الرابعة يأخذه الحنين فيها، ويبدأ في عملية المساومة مع الزوجة ليستعيدها، ويبدأ يتنازل حتى تعود لعش الزوجية.
وأشارت إلى المرحلة الخامسة، وهي الإحباط إذ الرجل فشل في استرداد زوجته مرة أخرى، إذ يدخل في مرحلة من الإحباط والاكتئاب الشديد وعدم القدرة على العيش في سلام نفسي ولا سعادة مرة أخرى، وتلك الحالة قد تدفع الرجل إلى الانتحار أو الزواج سريعا لتخطي تلك المرحلة، ومن ثم يقع فريسة ويطلق للمرة الثانية أو يشعر بعدم السعادة مرة ثانية في حياته.
وتابعت أن المرحلة السادسة، وفيها يتقبل الرجل تلك المرحلة ويمارس حياته بشكل طبيعي كمجرى الدم في العروق ويستعيد بناء نفسه مرة أخرى، أم المرحله السابعة، هي مرحلة الترميم يرمم جروحه ويستعيد عقله وجسده ويدخل فيه حياة جديدة، ويتعلم من أخطائة ويبدأ يعوض نفسه عن الجفاف العاطفي والفترة القاسية الذي مر بها.
وأوضحت أن الآثار الأخرى التي يتعرض لها الرجل، معاناته الجوانب المادية لأنه يدخل في حزن شديد، بأنه غير قادر على تعويض الزوجة، حتى "لو هي وحشه جداً ومش قادر يتجوز يدخل في تجربة جديدة لأن عنده تعسر مادي لازم يدفع نفقه ولازم يدفع لابنائه طبعاً مصاريف بعد الطلاق".
وتابعت إيمان عبد الله: "يحدث أيضاً مشاكل نفسية، كاحتقان نفسي قوي جداً بسبب تغير التفاصيل الحياتية عنده تغير حياته بشكل كامل، وافتقاد دوره الأبوي ودوره الزوجي لأن الأب له مستوى معين، فيشعر بالإرهاق الشديد وعدم الشعور بالاستقرار النفسي والوظيفي والاجتماعي".
مدة تجاوز الطلاق:
وأكدت أن الرجل قادر على تجاوز مرحلة الطلاق في مدة تتراوح من سنة إلى 3 سنوات، حسب مدة الزواج نفسه، وما إذا كان لديه أولاد أم لا.
ولفتت إلى أن تجاوز المرحلة الصعبة على الرجل بعد الطلاق، يرجع إلى تغيير طريقة التفكير، بمعنى أن يكون مفهوم الطلاق لديه إيجابي، وإقناع نفسه بأنه أمر طبيعي، وإدخال بعض الأمور التي تحول المحنة إلى منحة، كاستثمار وقت فراغه في قراءة بعض الروايات.
وتابعت: "يجب وضع أهداف قريبة وبعيدة حتى يستعيد نفسه مرة أخرى، وتنظيم أوقاته، والابتعاد عن العادات السلبية وتقنين العادات الإيجابية.
وأيضا البعد عن اضطرابات النوم، وتنظيم أوقات تمارس فيها هواية معينة، والاهتمام بالتغذية الصحيحة، متابعة: "اكتب المشاعر السلبية اللي عندك وشوف هي بتنتابك هذه المشاعر في انهي توقيت علشان تقدر تتجنبها".