الرياضة

انهيار هيدرسفيلد.. رحلة من القمة إلى القاع في كرة القدم الإنجليزية

هيدرسفيلد
هيدرسفيلد

قبل عامين، احتل هدرسفيلد تاون المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى برصيد 82 نقطة، ووصل إلى المباراة النهائية مع أمله في العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

لكن خلال تلك المباراة التي أقيمت على ملعب ويمبلي ضد نوتنجهام فورست، أنذر الحكم هاري توفولو بسبب ادعاء السقوط بعد أن اصطدم بالأرض في منطقة الجزاء على الرغم من أن الإعادة تشير إلى أن جاك كولباك قد احتك بالكرة وربما احتسبت ركلة جزاء بشكل مبرر.

وخسر هيدرسفيلد بنتيجة 1-0 بهدف في مرماه، ومنذ ذلك الحين يعاني من جروح ألحقها بنفسه في بعض النواحي. لقد هبطوا من الدرجة الثانية إلى الثالثة وقاموا بتغيير المديرين أربع مرات في أقل من 12 شهرًا.

بعد أن توجت المباراة النهائية يوم الأحد بين ليدز يونايتد وساوثهامبتون بعودة أخرى إلى الدرجة الأولى، لا يزال اللاعبون والموظفون في ملعب جون سميث يلعقون جراحهم في أعقاب هبوطهم، ويستعدون لموسم صعب قادم في الدوري الأول.

من هو هيدرسفيلد:

هيدرسفيلد تاون، فريق صغير يقع في شمال إنجلترا، عرفت لفترة قصيرة بانتقالها السريع من الدرجة الثانية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ما تبع ذلك كان مثالاً على كيفية انهيار فريق كرة قدم من القمة إلى القاع في ظروف وجيزة

الصعود إلى القمة:

 

في موسم 2016-2017، حقق هيدرسفيلد تاون إنجازاً كبيراً بالصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب دام 45 عامًا، وذلك بعد فوزه في ملحق الترقي على ردينغ. كانت رحلة هيدرسفيلد تاون إلى القمة تاريخية، وأثارت إعجاباً عميقاً بالقدرة على التغلب على الصعوبات والتحديات.

السقوط السريع:

 

ومع ذلك، لم يدم البهجة طويلاً. ففي الموسم الأول لها في الدوري الممتاز، واجهت هيدرسفيلد تاون صعوبات كبيرة، ولم تستطع المنافسة على نفس المستوى مع الأندية الكبيرة.

انتهى الموسم بنزولها إلى الدرجة الأولى بعد تراجع في الأداء ونتائج سلبية.

ولكن الانهيار لم يتوقف هنا، بل استمر بشكل مفزع في المواسم اللاحقة.

خلال موسم 2019-2020، لم يظهر هيدرسفيلد تاون أي علامة على التحسن، بل على العكس، تراجعت الأداء وتراكمت الخسائر، مما أدى إلى هبوطها إلى الدرجة الثانية.

وما أن ظن الجميع أن الأمور قد لا تسوء أكثر، حتى جاء موسم 2020-2021، حيث تفاقمت أزمة هيدرسفيلد تاون وانهارت بشكل نهائي، ونزلت إلى الدرجة الثالثة لأول مرة منذ عقود بعد موسم كارثي من النتائج السلبية والأداء المتراجع.

هناك عدة عوامل ساهمت في انهيار هيدرسفيلد تاون.

من بينها القدرة المالية المحدودة للنادي، والتحديات المتزايدة في البقاء في الدوري الممتاز، بالإضافة إلى تغييرات في التشكيلة وتراجع في مستوى الأداء الفني والإداري.

إن انهيار هيدرسفيلد تاون يُعتبر درسًا مُؤلمًا في عالم كرة القدم، حيث يظهر كيف يمكن للأندية الصغيرة أن تنزلق بسرعة من القمة إلى الهاوية في ظل التحديات المالية والرياضية الكبيرة.

وفي النهاية، يبقى على هيدرسفيلد تاون العمل بجدية للعودة واستعادة مكانتها في الدوريات العليا مرة أخرى.