من خفق قلب مديحة يسرى وهى تصافحه بمهرجان كان؟
منذ أولى مشاركات مصر في مهرجان كان عام 1946 بفيلم “دنيا” للمخرج محمد كريم، بل وضمت لجنة تحكيم المهرجان بين أعضائها في ذلك العام الفنان يوسف وهبي، حرص العديد من الفنانين المصريين على حضور المهرجان العالمي.
ومن الفنانات اللائي حرصن على التواجد في فعاليات مهرجان كان في بواكيره الأولى، سمراء النيل الفنانة مديحة يسري، حيث التقت زوجة الأمير أغا خان، وكشفت لمجلة الكواكب الفنية في عددها الصادر بتاريخ 27 مايو 1952، كواليس اللقاء وغيرها عن ذكرياتها في مهرجان كان.
سر إعجاب مديحة يسري بالبيجوم
وتبوح مديحة يسري بكواليس وسر إعجابها بـ “البيجوم” خلال مقابلتها في مهرجان كان مشيرة إلى: لقد خفق قلبي عندما تقدمت لمصافحة "البيجوم" زوجة الأمير أغا خان، لا لأني سأمد يدي لأغنى سيدات العالم، بل لما رأيته مرتسما على وجهها من هيبة ووقار، فهي سيدة بمعني الكلمة، تواضع في كبرياء، نعومة في اتزان، لا تكاد البسمة تفارق شفتيها.
كنت أتصور أني سأرى منجما من الذهب والماس، وأني سأراها مثقلة بالحلي والجواهر ودهشت لما لم أجد سوى زهرة صغيرة بيضاء مرشرقة في شعرها الناعم، ودعتني البيجوم إلى وليمة غداء في قصرها بكان، وأقيمت الموائد جول حوض السباحة لصفوة من ضيوف كان من المخرجين وأهل الفن الممتازين، وأشرفت البيجوم على الدعوة بنفسها فكانت تقدم لضيوفها كل أسباب الراحة والمتعة.
وتتابع سمراء النيل مديحة يسري نقل كواليس مشاركتها في مهرجان كان: وبينما الموسيقى تصدح من أوركسترا القصر، طلبت الأميرة من إيفون دي كارلو أن ترقص، ولبت "إيفون" الرجاء فورا، ورقصت للضيوف ثم نظرت إلي في مجاملة، وبدأت في رقصة شرقية بديعة، أقسمت أنها ترقصها لأول مرة في حياتها، فصفق الجميع لجمال الرقصة وجمال الراقصة إيفون دي كارلو.
في مهرجان كان دخلت الجنة
وتمضي مديحة يسري في سردها لكواليس لقائها زوجة أغا خان مشيرة إلى: فاتني أن أذكر أن الأميرة أعجبت بحلق كنت أتزين به فرجوتها في قبوله هدية، وكافأتني على هديتي بأن سمحت لي أن أرى القصر من الداخل، مخالفة بذلك أوامر الأمير أغا خان الذي لا يسمح لأحد بمشاهدته، ولعل له بعض العذر لأنه حرام أن يرى المرء نفسه في الجنة، ويصدم بعد ذلك بطرده منها، وانتهت الدعوة وشرفتني البيجوم بأمل زيارتها لي بمصر عندما تجيء إليها في العام المقبل.
ومن الممثلات العالميات اللائي قابلتهن أيضا مديحة يسري في مهرجان كان تضيف: تعرفت أيضا على النجمة الفاتنة أيفون دي كارلو، وقد لازمتني حسناء أمريكا طوال رحلتي في "كان" وهي شابة بسيطة لطيفة في تصرفاتها، مخلصة في صداقتها، تميل للدعاية وتهوى النكت، وكلما أعجبتها نكتة مدت يدها الجميلة وقرصتني في ذراعي، وما زالت به آثار من قرصاتها حتى الآن، وقد لاحظت عندما شاهدتها لأول مرة أنها تبدو في الحياة أجمل منها على الشاشة، وتشغل السينما حيزا كبيرا من حياة إيفون، فهي لا تهتم إلا بها ولا تنشد إلا نجاح الأدوار التي تقوم بها.
لقد دعوت إيفون للحضور إلى مصر وزيارة الأقصر فقالت أنها تود ذلك من صميم فؤادها، أن تحضر إلى مصر في نوفمير القادم على شرط أن أستضيفها في منزلي لكي تضمن أن تقرص ذراعي كلما أعجبتها نكتة.
أما من الممثلين والممثلات فقد تعرفت في مهرجان كان على جين كيلي ودولوريس داريو وبطل فيلم السويد وزوجته الصغيرة وباقي الممثلات الإسبانيات، ولكن لم يعلق بذاكرتي منهم سوي الممثل الألماني والمنتج المعروف هانز ألبرس، أنه شخصية عالمية يجب أن نحظي بمعرفتها، لندرك مدي اعتداد الفنان بفنه وإيمانه بعظمة هذا الفن، أنه يكاد ينطق بلسان زعيم الوطنية مصطفي كامل باشا فيقول: "لول لم أكن فنانا لوددت أن أكون فنانا".
وتختتم مديحة يسري حديثها عن مهرجان كان ومن عرفتهم والتقتهم هناك: وقد أسعدني الحظ فعرفت الرسام العالمي شابلان ميدي الذي قدم آخر معرض في فندق "شبرد" وكانت أقل صورة تباع بألف من الجنيهات، وقد طلب مني أن يرسم وجهي في زيارة قريبة، ويقدم لي الصورة هدية بعد أن يكتب في الإهداء: "إلي زميلتي مديحة"، لأنه أدرك أن هوايتي المحبوبة هي الرسم.