حيرت العلماء.. سمكة حامل دون تزاوج
في واقعة غريبة من نوعها، وأثار حيرة عدد كبير من العلماء، تنتظر سمكة من نوع 'الراي'، والتي تعيش في حوض أسماك في بلدة صغيرة بالولايات المتحدة، أن تلد صغارًا رغم عدم وجود ذكر من نوعها في نفس الحوض، وهو الأمر الذي أثار اهتمامًا محليًا كبيرًا بها، وفضول أيضًا بين الأوساط العلمية.
سمكة حامل دون تزاوج
وبدأت السمكة المسماة 'تشارلوت'، والتي تتم تربيتها منذ أكثر من 8 سنوات في ولاية نورث كارولاينا، في النمو بشكل غير طبيعي، واعتقد المسؤوولون عن الحوض في البداية أن السمكة ربة قد تكون مصابة بورم.
قالت الممرضة كينسلي، من جانبها في تصريحات صحفية: 'بدأ بطنها ينمو بشكل متزايد، واعتقدنا أنّه قد يكون سرطاناً'.
ومن المعروف أيضًا أن مثل هذه التكيسات تتطور في الأعضاء التناسلية لأسماك 'الراي' التي لا تتزوج، لكن بعد الفحص باستخدام الموجات الصوتية، تبين أنها بويضات وأن السمكة يمكن أن تلد في أي وقت.
وتعتبر الولادات دون تزاوج أمرًا نادرًا، في حين تختلف فترة الحمل بين كل حالة وأخرى، إذ إنه لا تكون بالضرورة بين 3 إلى 4 شهور، كما هو معروف بالنسبة إلى هذا النوع، حيث أثار وضع السمكة حالة من الحماس في البلدة الصغيرة.
تكاثر لا جنسي
تعتبر القدرة على التكاثر من دون الدور الجيني للذكر مسألة نادرة جدًا، لكنّها سُجلت خلال السنوات الأخيرة لدى عدد كبير من الفقاريات بينها الطيور والزواحف والأسماك، ولكن ليس لدى الثدييات.
وقال بريان لوغار من مركز الدراسات الساحلية في بروفينستاون بولاية ماساتشوستس، في تصريحات صحفية: 'إنّ الحياة دائماً ما تجد سبيلاً'، وهو اقتباس من 'جوراسيك بارك'.
وأشار إلى أن الحيوانات التي لا تستطيع التزاوج تقوم أحيانًا بهذه العملية التي تسمى التوالد العذري.
ومن الصعب معرفة عند أي تكرار يحدث ذلك، بحسب براين لوغار، وتُرصد حالة مرتبط بسمكة قرش أو سمكة راي داخل حوض السمك كل عام أو عامين. وقد تحدث مثل هذه الحالات في الطبيعة، لكن لا يمكن التأكّد سوى من التي تخضع لاختبارات جينية.
ويزداد خطر حصول مشاكل صحية مقارنة بحالات الحمل التقليدية، بحسب الخبراء.
سمكة حاملة دون تزاوج
وفي حين يشير العلماء إلى أن التكاثر الجنسي له فوائد تطورية، إلا أنه يتطلب وجود شريك.
وذلك بالإضافة إلى حملها غير العادي، تثير تشارلوت المماثلة بالحجم لصحن وتعيش مع 5 أسماك قرش صغيرة، إعجاب الزوار من خلال شخصيتها.
وقالت كينسلي: 'كنت معها في الحوض هذا الصباح، وكانت تقوم بجولات لأنّ صفاً من التلاميذ الصغار كانوا يزورون المكان، وهي تحب أن تكون مركز الاهتمام. هي مذهلة'.
وأشارت بوييت إلى أنّ سمكة الراي تحب الاقتراب من الواجهات، أما طعامها المفضل فهو السلطعون، لكن نظامها الغذائي المعتاد يتكون من الجمبري والمحار والأصداف، ويحتضن هذا النوع من الأسماك بيضه داخل جسمه قبل أن يلد ما يصل إلى أربعة صغار.