وصية ومرض وعوامة.. نجل حسن البارودي يكشف اللحظات الأخيرة في حياة والده
«العمارة كأنها مزار سياحي الناس بتتصور قدامها»، كلمات عبّر من خلالها دكتور أشرف حسن البارودي، عن اعتزازه بلافتة «عاش هنا» التي تزينت باسم والده الفنان القدير حسن البارودي الذي يمر ذكرى ميلاده اليوم، على واجهة العقار الذي عاش به أكثر من 15 عامًا في منطقة منيل الروضة حتى وفاته عام 1974، وشهد كثير من الجلسات الفنية والثقافية، وتأكيده أنّها تعد نوعًا من التكريم الذي طالما حظى به والده، وتقديرًا لمبدع وهب حياته للفن.
وقال نجل الفنان حسن البارودي، في تصريحات صحفية، إنّ والده كان يفضل العيش داخل «عوامة» عند نادي الجزيرة قام بشرائها من الملك فاروق، تميزت بمساحتها الشاسعة وعدد كبير من الغرف، وكانت ملتقى لنجوم فن الزمن الجميل في هذا التوقيت بعد انتهائهم من التصوير في السينما والمسرح، خصوصًا أصدقاءه يوسف وهبي، زكي رستم، فاخر فاخر، حسين رياض.
وأوضح أنه بعد قرار نقل العوامات في ستينيات القرن الماضي، انتقل حسن البارودي وأسرته للعيش لأول مرة في منطقة سكنية بالمنيل، والتي ظلّ بها حتى وفاته، وكان يحرص على الحضور إليه كثير من أهل الفن مثل أمينة رزق ويوسف شاهين الذي كان عاشقًا له وتعاون معه في كثير من الأفلام أبرزها «فجر يوم جديد، باب الحديد، العصفور».
وعن اللحظات الأخيرة لوالده داخل منزله، قال أشرف حسن البارودي، إنه خلال تواجده بإحدى الدول، هاتفه أحدهم بأن الوالد في النزع الأخير وعليه العودة سريعًا لرؤيته «بالفعل بمجرد عودتي ودخولي للبيت، وجدت والدي على فراش الموت ويجلس حوله سناء جميل، عبدالوارث عسر، محمود المليجي، علوية جميل، أخبروه بوجودي، قال لي قرّب مني عشان أوصيك بحاجتين، الأولى لازم تسأل على كل الموجودين معي الآن وتساعدهم زي ما عملوا معايا».
وأشار إلى أن الوصية الثانية التي جاءت على لسان والده حسن البارودي «قول لإخواتك لو دورتوا ورايا بعد وفاتي، مش هتلاقوا حاجة تتكسفوا منها»، مضيفًا: «فعلًا أبويا مات من 48 سنة تقريبًا، وما زالت الناس تتذكره وتكرمه، بعد وفاته على طول عرفت إنه فنان كبير بكلمات التعازي والرثاء التي تلقيتها من أصدقاء عمره وتلامذته، ومازالت أشعر بها من محبيه وجمهوره على مر الزمن».